امي000 لا اريد الذهاب للحضانة ؟؟
وبعد انتظار قدوم اليوم الاول في الحضانة بفارغ الصبر وبعد شراء الملابس الجديدة والحقيبة الفاخرة وبعد الذهاب للحضانة بحماسونشاط .. أتى بكاء الطفل بل وعويله وصراخه وضربه وركله لكل ما حوله ولم يبخل بالتصرفات الشاذة كالاعتداء على الآخرين الشتم والاكثار من الحركة والاقدام على اعمال فُطم عنها منذ زمن طويل ، كمص الاصبع او التبول وغيرها وغيرها ، كل هذا ليقول لنا :امي .. ابي انا لا اريد الذهاب الى الحضانة !! فما العمل ؟ وكيف يمكن ان نمنع مثل رد الفعل هذا ليذهب طفلنا الى الحضانة فرح وسرور وليستمتع بوقته فيها ؟ وكيف يمكن ان نتعامل مع رفضه ونتخطى ردود فعله الغاضبة منا ومن الحضانة والرافضة لها وليتأقلم الطفل فيها ويذهب اليها بحماس وهو محبٌ غير مكره ?
بعد التفكير والتخبط والمداولات والاخذ والعطاء اتخذ الوالدان القرار بانه حان وقت الحضانة وانه يمكن للطفل الالتحاق بها وعليه فلقد اختارا الاطار الاكثر ملاءمة له ولهما ليقضي فيه طفلهما وقته خلال ساعات الصباح...
( عن الجيل الملائم للالتحاق بالحضانة وكيفية اختيار الحضانة الافضل للطفل نرجو مراجعة العدد السابقهل حان وقت الالتـــحاق بالحضانة؟!
ما يمكن عمله قبل الالتحاق بالحضانة ؟؟
هنالك بعض التوصيات التي من شأنها مساعدة الطفل على تقبل الحضانة وتساعد في تجاوز رفضه لها .
أولا : نكرر على ضرورة الحاق الطفل بالحضانة في الجيل المناسب ونؤكد مرة أخرى على اهمية اختيار الحضانة والمعلمة الافضل والاكثر ملائمة للطفل لان اختياراً خاطئاً للحضانة او المعلمة او الحاق الطفل في عمر مبكر وغير مناسب بمثل هذا الاطار من شأنه ان يكون السبب وراء رفض الحضانة كل المحاولات والمساعي والنصائح لن تكون مجدية ومفيدة لاننا لا يمكن ان نغير في الحضانة او في العمر او في المعلمة في حين ان الاختيارات المناسبة من شأنها ان تمنع كل رفض للطفل .
اذاً فأول الخطوات هي الاختيارات الصحيحة ( راجعوا موضوع )هل حان وقت الالتـــحاق بالحضانة؟!
ثانيا : علينا تهيئة الطفل للالتحاق بالحضانة واعداده قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة المصيرية في حياته وتتمثل هذه التهيئة بعدة خطوات على الاهل عملها حتى يخففوا واحيانا يمنعوا رفض الطفل للحضانة ويساعدوه بهذا على التأقلم السريع لهذا الاطار الجديد والتغير الذي سيحدث في نظام حياته منذ الالتحاق بالحضانة وتكون التهيئة عبر عدة خطوات :
1) يجب ان نعمل طيلة الوقت وخصوصا قبل الالتحاق بالحضانة على صقل طفل مستقل بذاته ونعوده على الاعتماد على نفسه ( طبعا بما يتناسب مع عمره ) ، فمثلا نجعله يأكل لوحده ويشرب لوحده من الكوب ويأكل احيانا بالملعقة دون مساعدة الآخرين ومن المهم ايضا ان يلعب لوحده لبعض الوقت حتى يعتاد وان كان في البيت على ان يكون مستقلا ، ويقضي لحظات تخصه وحده يكون فيها فرحا وسعيدا وبهذا يبدأ في التأقلم للانفصال التدريجي عن اهله خاصة امه وكذلك تترسخ لديه الفكرة ان هذا الانفصال يمكن ان تصحبه لحظات بهجة وسرور ولا يرافق البعد والاستقلال عن الام لساعات خلال اليوم دائماً الخوف والحزن .
2) يجب تعويد الطفل على الاختلاط بالاطفال والتعامل معهم من خلال الزيارات العائلية او زيارات الاصدقاء او الذهاب للحدائق العامة او للتسوق وغيرها مما يجعل التعامل مع الغرباء والاطفال من جيله طبيعيا ومألوفاً وبهذا فالدخول للحضانة والتعامل مع الغرباء من معلمات واطفال يكون اقل تهديدا بالنسبة له .
3) من الضروري اختيار حضانة جميلة مزينة بالوان ورسومات جذابة وبها العاب لطيفة بحيث يشعر الطفل عند دخولها بالبهجة وينجذب للبقاء فيها وتساعده على ان ينسى البكاء او ينشغل عن التفكير بخوفه او بوالديه ، وان لم تكن الحضانة كذلك فيجب ان تنصح الام المعلمات بالعمل على تجميلها وتزيينها .
4) اذا كان للطفل اخ او اخت اكبر منه سنا يمكن الاستعانة بهما بحيث يصفا للطفل مدى سعادتهما في الذهاب الى الحضانة وقضاء الوقت فيها مما قد يحمس الطفل للتشبه بهما ويخفف من حدة خوفه من الحضانة .
5 ) من الممكن العمل على ترغيب الطفل بالحضانة عبر الاتصال بمعلمته قبل التحاقه بها وتعريفها عليه وتعريفه عليها وان كانت هناك مناسبة ما كعيد يمكن ان يتحدث معها ليهنئها وبهذا تتحول المعلمة في مفاهيمه من غريبة الى قريبة والى انسان يمكن ان يثق به ، ويمكن عمل ذات الشيء مع زملائه في الحضانة فبعد السؤال عنهم يمكن التعرف عليهم وزيارتهم وبهذا يشعر الطفل بان له اصدقاء في الحضانة مما يخفف من شعوره بالغربة بينهم
6) من المهم تكوين صداقة وطيدة بين الام والمعلمة حتى يمكن التواصل معها لبحث مشكلاته المختلفة وتوحيد الجهود المشتركة لمعالجتها .
7) لعل اهم الخطوات في مرحلة اعداد الطفل تتمثل بعدم الحاقه دفعة واحدة بالحضانة وانما يجب ان نجرب اولا اصطحابه الى الحضانة في البداية للزيارة وندعه يتجول فيها على حريته ومراقبته من بعيد وكيفية رد فعله ومن المهم تنسيق ذلك مع المعلمة لكي تهتم وترحب به احسن ترحيب ولتتقرب بذلك منه كذلك فمن المهم ان يكون وقت الزيارة في وقت لعب الاطفال او الغناء او التلوين ليكون انطباعه الاول عن الحضانة بانها ممتعة ومثيرة ، بعد هذه الزيارة يجب الذهاب مرة ثانية معه للحضانة وتشجيعه على الاندماج مع الاولاد ثم القول له انك ستحضرين شيئاً ثم تعودين بعد خمس دقائق واذهبي بعيدا عنه ثم عودي بعد خمس دقائق وشاهدي رد فعله فاذا قبل الامر فيمكنك اعادة التجربة والعودة له بعد مدة اطول كل هذا اذا كانت فترة بقائه تشعره بالمتعة وان قبل الامر بالامكان تركه بالحضانة لمدة نصف ساعة وبالتدريج يمكن تركه ليوم كامل . ومن الجدير ذكره انه واذا كان الطفل اصغر من 3 سنوات وخاصة غير المرحب بالحضانة والرافض لها او اذا كان يستصعب التأقلم بها فيجب تجنب ابقائه ساعات طوال في الحضانة ويمكن الاكتفاء ( خاصة في البداية ) ، بعدة ساعات فقط ويمكن ايضا عدم ارساله بشكل يومي وانما ليومين او لثلاثة خلال الاسبوع حتى يكبر الطفل ويتأقلم ويتفاعل مع جو الحضانة والمعلمة وباقي زملائه .
بالرغم من الاستعدادات بكاء الطفل لا ينقطع .. اذاً ما العمل؟
هنالك بعض الاهالي يشكون رفض الطفل للحضانة بالرغم من اعداده وتهيئته للالتحاق بها وبمجرد ان يصل الى الحضانة تبدأ « زفة البكاء » او التصرفات الشاذة التي تلازم الطفل اثناء تواجده في الحضانة واحيانا في البيت .. فكيف لنا اذا ان نتعامل مع رفض الطفل للحضانة؟
اولا : يجب ان نتفهم خوف الطفل ويجب ان نتقبل رفضه للحضانة وبالرغم من أننا تحدثنا باسهاب في العدد السابق من اشراقة عن المشاعر التي تنتاب الطفل عند الالتحاق لاول مرة بالحضانة الا اننا نعاود التذكير ان هذا الالتحاق يكون صعبا على الطفل لانه يعتبر بمثابة انتقال من مرحلة الالتصاق الدائم بالوالدين خاصة الام الى الابتعاد والانفصال عنها ومخالطة الاغراب واشخاص جدد ويحدث هذا الانفصال الشعور بالخوف والقلق لدى الطفل خاصة انه يترك المألوف والمحبوب لصالح المجهول وغير المرغوب ، وكذلك يبدأ بالاعتماد على نفسه والتعرف على نظام جديد ومخالف لما يعرفه من طباع اشخاص وعادات مختلفة وقوانين جديدة تطلب المعلمة منه الالتزام بها وكما يكون لدينا خوف نحن البالغين عندما ننتقل لما هو جديد كذلك هو الطفل والذي يعبر عن مشاعر ، الخوف والقلق عبر البكاء في الصباح وعبر التصرفات الشاذة .. الخ ، ومن شأن تفهمنا لهذه المشاعر وتقبلها ان تساعدنا على تهيئة الطفل وطمأنته ومحاولة تخفيف مخاوفه وليس معاقبته وتوبيخه فيزداد رفضا فلا نحل المشكلة بل نعمقها ونطورها اكثر فاكثر .
ثانيا : خلال ذهابه الى الحضانة لا بد من الاستمرار في اقامة حوار يومي مع الطفل للوقوف على شكواه من الحضانة ومدى ترحيبه بالذهاب اليها .
ثالثا : نبادر لاقامة حفلة صغيرة في البيت وندعو إليها زملاء الطفل يوزع من خلالها بعض الهدايا البسيطة وبذلك يتقرب منهم ويتواصل معهم دون خوف فهم في مملكته كذلك يمكن عمل ذلك ايضا في الحضانة واستغلال مناسبات معينة كالاعياد او يوم ميلاده مثلاً .
رابعاً : هنالك بعض الامهات اللواتي تنهال على ابنائها في الصباح بالتوصيات وغسيل الدماغ بانه اليوم « يجب ! ان لا يقلق » وانه « يجب ان لا يُغلب المعلمة » .... الخ .
خامسا : عند عودة الابن من الحضانة يجب ان نشجعه ان يحكي لنا عن كل ما حدث له في الحضانة واخبار زملائه من حضر ومن غاب ؟ ولماذا غاب ؟ ومن اجاب ؟ ومن اعطت له المعلمة جائزة ؟ وما المشاكل التي واجهها وكيف تصرف فيها واقتراحك للمواقف التي لم يُبْدِ فيها تصرفا مناسبا ً .
سادسا : لزيادة ترغيبه في الذهاب للحضانة والتخفيف من مشاعر الخوف يمكن ان نجعله يصطحب معه لعبته المفضلة فان الاطفال يعجبهم استعراض اغراضهم الخاصة امام الآخرين وكذلك فان اصطحاب لعبة خاصة بهم يحتضنونها عند نومهم تخفف كثيرا من شعورهم بالخوف .
سابعا : يمكن استشارة المعلمة وبناء خطة عمل مشتركة حول كيفية مساعدة الطفل على تخطي هذا الخوف من الحضانة وهذا الرفض لها .
ثامنا : يقول بعض الاخصائيين ان السبب الكامن وراء خوف الطفل هو خوف الاهل انفسهم وعدم اطمئنانه هو بسبب عدم اطمئنانهم للحضانة او للمعلمة وقلقه مرتبط بقلقهم بذلك فهو يستوعب خوفهم وعدم ارتياحهم او حتى تأنيب ضميرهم لانهم يتركونه في الحضانة ويظهر هذا الاستيعاب لمشاعر الاهل على شكل رفض للحضانة وبكاء شديد ، لذا من المهم ان يكون الاهل مطمئنين بانفسهم من الحضانة ومرتاحين لها ومقتنعين بخطوة الحاق الطفل بها .
000النهاية000
000منقول000